يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (التوبة ) 0
يعتبر الكذب سمة نفسية سيئة 00 يتصف بها المنافقون من البشر ، فهولاء فئة ليس لديهم ضمير ، فهم يكذبون وينافقون من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وليس المصلحة العامة ، فأصبحت السعادة عندهم هي الكذب أو النفاق 00
فالكذب عكس الصدق، لذلك فان العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع يشوبها الكذب والنفاق الاجتماعي من أجل التكيف آلا سوى ومن أجل مسايرة الجماعة والأفراد الآخرين أصحاب اتخاذ القرار داخل المجتمع مما يؤثر على الإنتاجية لدى الأفراد داخل مؤسسات المجتمع ، حيث تحول الهدف الرئيسي لهؤلاء الأفراد الكاذبين المنافقين من العمل الجاد الى الشوشرة والافتراءات على بقية زملائهم ونقل المعلومات الخاطئة الى رئيسهم في العمل داخل هذه المؤسسة والنفاق الاجتماعي لرئيسهم وأصبح العمل داخل هذه المؤسسة رياء في وجود رئيس هذه المؤسسة ، أما في غيابه فتكون الفوضى والسلبية في العمل ، وهذا يساعد على تعطيل الإنتاج وعدم تقدم المجتمع 0
فالكذب صفة مكتسبة لا تورث ، حيث يكتسبها الفرد نتيجة احتكاكه بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه فحيث يكثر الشعور بالخوف حيث يتزعزع شعور الفرد بأن يكثر الكذب ، وعادة ما يكون مصحوبا ببعض مظاهر السلوك السلبي مثل الغش الخداع النفاق الغيبة والنميمة النفاق التخريب فالكذب من علامات النفاق (إذا حدث كذب)
ولقد درس ( مورجان) الكذب لدى عينة من الأفراد ، واستطاع أن يستخلص أنواعا للكذب منها :
كذب أساسه أحلام اليقظة (كذب الخيال) 0
كذب أساسه الخوف من العقاب 0
كذب الانتقام والكراهية
كذب الفشل والخداع
كذب أساسه قلة الخبرة وعدم تحرى الدقة 0
وأشد أنواع الكذب على المجتمع هو الكذب الانتقامي - والكذب الادعائي – والكذب النرجسي (الأناني) 000 فالكذب الانتقامي ، معناه أن يكذب الفرد ليوقع الأذى والأضرار بفرد أخر أو بمؤسسه أو هيئة اجتماعية كنوع من الانتقام والعقاب وخاصة اذا كان هذا الفرد لا يقدر على المواجهة 00 ويرتبط هذا الكذب بضعف الأنا الأعلى أي ضعف القيم والمثل والأخلاق الحميدة 0
أما الكذب الادعائي ففيه يكذب الفرد نتيجة شعوره بالنقص سواء أكان هذا النقص حقيقيا (عضويا أو نفسيا) فهو يكذب ليعوض شعوره بالنقص وأيضا يلجأ أليه الفرد عندما يفشل في تحقيق ذاته أو إذا وجد في مواقف يشعر فيها أنه أقل من الآخرين مكانة أو تفوقا ، ولا بد في هذا أن أوضح الفرق بين الإحساس بالنقص أو عقدة النقص 0 فالإحساس بالنقص إحساس سوى يحس به الفرد عندما يقارن بين نفسه وبين فرد آخر يفوقه علميا أو ماليا أو اجتماعيا فيشعر بأنه أقل منه ، ويكون التعويض ناجحا في هذه الحالة إذا أعيد الاتزان النفسي للفرد فيشعر بالرضا والبهجة والسعادة0
أما عقدة النقص فهو إحساس لا سوى بالنقص وهذا الإحساس اللاسوى يدفع الفرد الى سلوك تعويضي لا شعوري لتحقيق ذاته بطريقة مرضية فيظل الفرد مندفعا في التعويض بلا توقف مدفوعا برغبة جامحة لا تشبع الا في التعويض والتعويض في هذا الحالة لا يكون ناجحا لذا يستجيب الفرد الذي يعاني من عقدة النقص بحساسية شديدة وبالهياج عندما تمس هذه الجوانب التي يعاني من عقدة النقص ينكر الشعور أو الإحساس بالنقص (كل ذي عاهة جبار) لهذا يلجأ الى الكذب الادعائي للتعويض على المستوى المرضي 0
الكذب النرجسي : (الأناني ) وفيه يكذب الفرد لتحقيق مصلحة لنفسه أو ليمنع نفعا لزميل أو لجار لا يحبه فيقوم بالشوشرة عليه أو لتقليل من شأنه حيث أنه يعشق ذاته فقط ( فهو يكذب لكي يمنع الخير والنفع عن الناس حتى يكون هو المبدع الأوحد أو هو ال(فوق ) وبقية الناس تحته وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وخير الناس أنفعهم للناس) 00 فالكذب تبرير شعوري معتمد فالفرد يكذب ويشوشر بأقاويل كاذبة وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان لكي يشوه الحقيقة ولكي يخدع الناس فالكذب خداع للآخرين 00
أما التبرير فهو استخدام المنطق العقلي في أيجاد مبررات منطقية مقبولة اجتماعيا فهو عمل منطقيو لكن المنطق فيه يساء استخدامه بهدف خداع الذات والتمويه عليها فهو عملية سيكولوجية لا شعورية فهو خداع للذات وللآخرين 0
فالكذب يعتبر الميكانيزم الرئيسي في النفاق ، فإذا انتشر الكذب في المجتمع ما انتشرت فيه الشائعات وانتشر فيه النفاق وبالتالي يكون مجتمعا فاسدا ومتخلفا ، أما إذا انتشر الصدق بين أفراد المجتمع كان مجتمعا صادقا وبالتالي ينتشر الأمن فيه ويتقدم المجتمع 0
وصدق الرسول الكريم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
وصدق الله العظيم إذ يقول ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )